إرشادات الإجهاض تثير ضجة على الفيس بوك

www.rnw.nl/arabic/article/580445

ماركو هوخموث – إذاعة هولندا العالمية/ أقدمت صفحة التواصل الاجتماعية فيسبوك على حذف صورة من حساب الطبيبة الهولندية ريبيكا خومبرتس، مؤسسة منظمة "نساء على الأمواج"، التي تدافع عن حق المرأة في الإجهاض، قبل أن تعود وتتراجع عن حذفها. المحذوف من الصفحة الاجتماعية هو نص يحوي نصائح وإرشادات للإجهاض عن طريق تناول أقراص أدوية.

أبدت رئيسة منظمة "نساء على الأمواج" عن صدمتها من قرار إدارة فيسبوك حينما أبلغتها أن حسابها يتعارض وقوانين استخدام الموقع. وتلقت خومبرتس أيضاً حملة من التضامن، قبل أن تتلقى لاحقاً رسالة اعتذار من صفحة فيسبوك، جاء فيها أن ما حدث كان خطأ. حسب الدكتورة خومبرتس، فإن الاعتذار جاء نتيجة حملة الاحتجاجات والاهتمام الإعلامي.

عُرفت الطبيبة الهولندية ريبيكا خومبرتس بسفينة الإجهاض "نساء على الأمواج" ( Women on Waves ) التي أبحرت في مطلع التسعينات من القرن الماضي إلى ايرلندا وبولندا والبرتغال بهدف مساعدة النساء على إجراء عمليات الإجهاض على ظهر سفينتها، مقابل سواحل هذه البلدان التي (كانت) قوانينها تمنع الإجهاض.

"يتعلق الأمر في الواقع بتصميم لملصق يحوي معلومات وإرشادات حول كيفية قيام النساء بأنفسهن وبطريقة آمنة بإجهاض أنفسهن عن طريق استخدام الأقراص الطبية المعروفة باسم ’ميزوبروستول‘. يستند النص على معلومات وبحوث أصدرتها منظمة الصحة العالمية. ولذلك فالطريقة آمنة".

اثنا عشر قرصا
في النص المكتوب باللغة الإنجليزية توجد معلومات عن كيفية الإجهاض بواسطة الأقراص المذكورة والتي يتم شراؤها من الصيدلية. ويوصي النص أنه من المستحسن القول للصيدلي إنك تريدين الأقراص لجدك أو جدتك المصابة بالتهاب المفاصل. وعندما تؤخذ الأقراص على فترات متباعدة بساعات، يمكن بعد عشر ساعات أن تسبب التشنج والإسهال والنزيف وبالتالي إنهاء الحمل. وينصح المنشور كذلك أنه في حالة ارتفاع في درجة الحرارة وآلام حادة، التوجه للطبيب وإطلاعه أن الأمر يتعلق بحالة إجهاض.

وفقا لمنظمة "نساء على الأمواج" التي وضعت موضوع الإجهاض على طاولة النقاش منذ عام 1999، فإن خطوة إدارة فيسبوك لحذف الحساب من الصفحة يعد انتهاكا للمادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان حول الحق في حرية الوصول إلى المعلومات ومع الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان. لكن وفقا للمحامي كوينتن كروس المتخصص في مجال الإعلام وقوانين الخصوصية، فإن الموضوع لا يتعلق بالحريات المذكورة. وتشرح مضمون الصورة التي حـُذفت ثم أعيد نشرها بالقول:

"تلح منظمة "نساء على الأمواج" على حقوق المرأة الأساسية الكلاسيكية مثل حرية التعبير. هذه الحقوق موجهة أساسا نحو سياسات الحكومات ولا علاقة للموضوع بدعوى المنظمة، ذلك أن فيسبوك لم يحذف الحساب بضغط من أية حكومة وإنما بمبادرة منه على ما يبدو. وبذلك يمكن لفيسبوك أن تقول في هذا الصدد إن حريتها الخاصة في التعبير تلعب هنا أيضا دورا. ولا يمكن لفيسبوك أن تجبر على نشر أفكار لا توافق عليها".

شروط الاستخدام
وفقا للمحامي كروس يحق لفيسبوك من الوجهة القانونية الصرفة حذف النص المذكور، وذلك وفقا لما تنص عليه اتفاقية استخدام الموقع بصراحة. "لا شك أيضا أن الاتفاقية تضمن الحق للفيسبوك في حذف ذلك النص لأنه يتعارض وعادات مجموعة من الناس أو أن الموقع تلقى شكاوى من الآخرين".

إنها ليست المرة الأولى التي تقدم فيها إدارة فيسبوك على إزالة صور من الموقع، وذلك بسبب عدم الالتزام بقانون الاستخدام. فقد أزيلت صور لأشخاص شبه عراة وصور وأعمال فنية تحوي جرعات زائدة من العري وصور لمثليين جنسيا يتبادلون القبلات. تقول الطبيبة الهولندية ريبيكا خومبرتس:

إنها ليست المرة الأولى التي تقدم فيها إدارة فيسبوك على إزالة صور من الموقع، وذلك بسبب عدم الالتزام بقانون الاستخدام. فقد أزيلت صور لأشخاص شبه عراة وصور وأعمال فنية تحوي جرعات زائدة من العري وصور لمثليين جنسيا يتبادلون القبلات. تقول الطبيبة الهولندية ريبيكا خومبرتس:

"أنا جد قلقة من تزايد الرقابة على الإنترنت، سواء عن طريق جوجل أو فيسبوك. لأنه في الوقت الذي لا تعرف ماذا يجري حول موضوع ما، فإنك لن تتمكن من خوض نقاش بشأنه. هذا ما يجب أن نواجهه جميعا".

شروط داخلية صارمة
يرى المحامي كوينتن كروس أن أقصى ما يمكن أن تقوم به المنظمة في هذه الحالة هو هجر فيسبوك. وهذا ما تفكر فيه الطبيبة الهولندية بالفعل، أن تهجر فيسبوك والانتقال إلى منافسه جوجل+. إلا إن هذا الموقع سبب الأسبوع الماضي في نقاش حاد بسبب شروط استخدامه الصارمة. فقد احتج الكاتب الأمريكي م. جي. سيجلر عندما تم حذف صورته من حسابه الشخصي على الموقع لأن الصورة كانت تظهره يرفع أصبعه الوسطي. وعلى إثر ذلك انتشرت في أمريكا وعلى نطاق

facebook censorship